Arab -i -c
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Arab -i -c
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
Arab -i -c
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الى كل مقدسي

اذهب الى الأسفل

الى كل مقدسي Empty الى كل مقدسي

مُساهمة من طرف اياس كيوان الخميس مايو 21, 2009 6:31 pm

القدس
حينما ترى المدينة من الخارج تصبح هي مركز حلمك، وهذا ما حدث مع الأدباء الفلسطينيين، أبناء المدن المجاورة للقدس، الذين أحسوا أنها مركز أحلامهم، وأمانهم الأول، لذا صنع سقوطها انهيارا كبيرا في أعماقهم، يدوي على خلفية الاحتفال بالقدس كعاصمة للثقافة العربية، لعام 2009.

اهتم الأدباء غير المقدسيين بالكتابة عن بوابات القدس، التي استطاعت أن تحد عيونهم، لكنها لم تمنع حكايات الحنين للعاصمة، وأهمهم بوابة مندلبوم [وهي البوابة، التي كان يسمح للعرب القادمين من الأجزاء المحتلة من فلسطين عام 1948، بالخروج، عبرها، إلى مدينة القدس، يوم عيد الميلاد، فيلتقوا بالأهل، والأقارب على البوابة، خلال وقت قصير]، فكتبت سميرة عزام، المولودة في عكا، عن أشخاص ينتظرون يوم الزيارة على بوابة مندلبوم، ليستعيدوا شيئا من عالمهم ‘اسألوا، وتملوا مما تسمعون، فذخيرة الذكريات التي تحملون هي الشيء الوحيد الذي لا تجور عليه العاديات‘.

البوابة نفسها كتب عنها إميل حبيبي، عام 1954، فعبَّر عنها في شخوص تتحرك بدرامية عنيفة، عبر انتقال الأم من الناصرة إلى القدس، من خلال بوابة مندلبوم، تلك المنطقة الحرام الفاصلة بين الإسرائيليين والأردنيين، بين شرطيين، أحدهما إسرائيلي والآخر أردني، والطفلة الصغيرة لا تعرف الفرق بين جندي يضع عقالا، وآخر حاسر الرأس.

من القرى

إذا ابتعدنا قليلا، فسنرى القدس، من خلال قرى الأدباء المجاورة لها، مثل المالحة، قرية رواية ‘الطريق إلى بيت لحم‘ للروائي رسمي أبو علي. إنها ‘واحدة من هذه القرى التي تحيط بالقدس، إحاطة السوار بالمعصم، والتي يقال إن صلاح الدين أنشأها، لتكون سوارا أمينا للقدس‘. وتأتي النكبة، لينفصل السوار عن المعصم، حين يسقط أول شهيد فيها، بسبب رصاصة طائشة من قطار قادم من القدس، فتبدو كأنها بشارة، أرسلتها القدس، لتخبر القرويين بأن اليهود سيعبرونها وسيسقطونهم شهداء، أو منفيين، فيهربون من قرية المالحة، وبعيدا عن مكانهم قرب مدينة القدس يتألمون، ويتعرض الراوي الطفل لتحرشات جنسية يبكيها قائلا: ‘لو كان هذا الحادث وقع في المالحة، لكانت سالت دماء كثيرة‘. لكن طالما السوار انفصل عن المعصم، ‘فثمة طريق وحيد يربط بيت لحم بالقدس، ولكنه الآن مقطوع‘، كخيط أملهم المتدلي في إحباط. ‘بير الشوم‘ رواية أخرى لفيصل الحوراني، ترصد أحداث النكبة، في قرية ‘بيت دراس‘، القريبة من القدس، والتي انتظرت النجدة من القدس، لكنها لم تصلها، فيذهب ‘مبعوث القرية إلى القيادة العليا في القدس، ليحصل على موافقتها في القيام بإحدى عمليات المقاومة... فحصل، في النتيجة، على توقيع شخص يعمل حارسا، أو بوابا في مبنى القيادة العليا الغائبة، التي أراد الكاتب أن يقول إنها غير موجودة، أصلا‘. وضابط القيادة ‘مرهق من كثرة العمل‘، يشكو لصديقه ضيقه بالعمل المتراكم طيلة اليوم! لتعكس الرواية إحساس الألم المرتبط بالقدس في وجدان الحوراني، لأنها المدينة الحلم، الذي تعلق به، فشعر بأنها تخلت عن قريته.

يتضح عبر تلك الروايات أن أبناء المدن والقرى المجاورة للقدس علقوا عليها أملا كبيرا في نجدتهم، لذا شعروا بخذلان كبير منها، ومع ذلك بقيت بداخلهم ذكرى لعلاقة الحب القوية، التي جمعت قريتهم بالقدس، كما جاء في رواية ‘زمن الخيول البيضاء‘(2008)، للروائي إبراهيم نصر الله، المولود في عمان، عام 1954، لوالدين فلسطينيين من قرية الولجة، قرب القدس، فكأنه يستحضر في تلك الرواية، ملامح قريته في قرية متخيلة، تسمى ‘الهادية‘، بالقرب من القدس، حيث خالد، يحب ابنة تاجر في القدس، ويتزوجها، لكن الموت يخطفها منه، فيوجِّه خالد مشاعره إلى فرس بيضاء، ليرمز نصر الله بذلك إلى أن الحب الجميل بين القدس وقراها المجاورة يموت مبكرا، لكن أملا ما يظل موجودا بوجود الفرس البيضاء.

مركز الرحلة

تظل القدس روائيا مصبا لساكني المدن الأخرى، يلتقون فيها، للحظات تحدد فيها مصيرهم، ثم ينطلقون، ليواجهوا ما كُتب لهم، كرواية ‘دائرة الموت‘(1992)، للكاتب رجب عطا أبو سرية، التي خرج فيها الصبي من مدينته؛ بئر السبع، ليزور القدس، وهناك يتركه أبوه، ويذهب في عملية فدائية، فيتحول حلم الصبي بالقدس، إلى كابوس، خوفا من أن يفقد أباه، ويصبح يتيما. وسيواجه الصبي لحظة هامة أخرى في القدس، وهي لقاؤه بصديقه ابن عمه؛ فارس، ولعبهما لعبة الحرب، يفترقان بعدها، ويرتب القدر لهما رحلة مصير واحدة، فيقول الراوي: ‘في اليوم التالي لليوم الذي اعتقلت فيه أنا، شرقي النهر، خرج هو (فارس) من المعتقل إلى القبر، وخرجت أنا إلى المنفى‘ وكأنهما التقيا عندما كانا صغيرين في القدس، ليحملهما ذلك إلى نهايات متشابهة، هما وأبناء القرى، الذين عاشوا حلم القدس، فجنوا الهزائم.

تلعب مدينة القدس، بذلك، دور مركز الأقدار، حيث أحداث بسيطة داخل القدس، تغير مصائر المدن الأخرى، ففي رواية ‘على جانبي الطريق‘، لكمال كاشور (1969)، تغوي سارة اليهودية الجميع، لتحقق أطماعها، ثم تهرب مع رجل عربي إلى القدس الجديدة، حيث تغير هويته باسم يهودي، وفي ذلك إشارة إلى أن القدس هي المدينة المركز، التي بسقوطها يضيع جزء كبير من الهوية الفلسطينية، وتضيع بقية المدن.

وقد تضيع القدس بالفعل، طالما أن وجهه النظر الحقيقية غير ظاهرة للعالم، كما جاء في قصة حسن حميد ‘في المطعم البلوري‘، حين يسأل الصحافي الفرنسي دليله عما تفعله الطائرات الحوامة في القدس؟! ‘فيجيبه: ‘إنها ترش مادة الكبريت فوق حقول الخضراوات ياسيدي‘، دون أن يخبره أن الطائرة كانت ترش الغازات الخانقة، والمسيلة للدموع فوق المخيمات الفلسطينية!

ستظل القدس حكايات جميلة في أذهان الكتاب الفلسطينيين، مثل رشاد أبو شاور، الذي يغازلها، رغم اهتمامه الأساسي بأريحا، فيقول بطل روايته ‘العشاق‘: ‘أنا لا أشعر بالغربة في القدس، ولكنني أشعر بالقهر. القدس عاصمة وطني‘.

يمكن القول إن عددا من الأدباء الفلسطينيين وعوا العلاقة الحميمة ما بين القدس والمدن المجاورة لها، فعبَّروا عن ذلك في رواياتهم، إلا أن عددا من تلك الأعمال، عكس حنقا على القدس، لأن تلك المدن والقرى المجاورة انتظرت الحماية من العاصمة، لكنهم لم يجدوا، سوى النكبة، والمنفى، وسقوط المدن، بشكل متتابع، إثر سقوط القدس.
اياس كيوان
اياس كيوان
مشرف منقولات ادبيه
مشرف منقولات ادبيه

ذكر
عدد الرسائل : 422
العمر : 35
الموقع : صحراء فلسطين عمان
العمل/الترفيه : تصميم حرافيك
المزاج : حائز
تاريخ التسجيل : 20/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى